مناجاة انيس منصور , مناجاه رائعه للكاتب الكبير انيس منصور
مناجاة انيس منصور , مناجاه رائعه للكاتب الكبير انيس منصور
مناجاة انيس منصور , مناجاه رائعه للكاتب الكبير انيس منصور
يا رب أنا تعبت.. وجلالك وعظمتك وحكمتك وأبّهتك تعبت. على يميني عشرون مذهباً في الفلسفة وعلى يساري عشرون مذهباً في الدين.. وورائي حروب الصليب والهلال.. تعبت..
يا رب أريد أن أهتدي إليك. بك إليك. بنورك على ظلام نفسي.. على كهوفها وسراديبها وغياهبها.. تعبت يا رب.. فأنا ضعيف وطاقتي محدودة، وأحلامي وأوهامي أكبر من قدرتي.. أريد أن أطير ولكن ريشي قصير ووزني ثقيل ومعاناتي هزيلة ومجاهداتي كليلة ولا حيلة لي.. فلا حيلة للعين أن ترى والأذن أن تسمع واليد أن تلمس والقلب أن يخفق وعقلي أن يفكر؛ فعذاب الفكر قدَري!
يا رب أنظر في نفسي فلا أراني ولا أعرفني. ولا أعرف مَن ينظر إلى مَن.. مَن يسمع مَن. مَن يحاول أن يفهم مَن.. أنا الوسيلة إليك. أنا المرصد المتواضع إلى سماواتك وأكوانك وأسرارك.. تعبت وحقك وجلالك..
أريد أن أصلب طولي بالعقل وأدفئ نفسي بالقلب. تعبت تحيرت دخت بين الفلسفة والدين والعلم.. يا رب ساعدني بعض الطريق. فأنت كل الطريق.. إلى بعض اليقين وأنت كل اليقين والعدل والحق والجمال والجلال.
اعذرني. اغفر لي.. سامحني؛ إنما أردت أن أتسلل إلى ملكوتك.. أتلمس.. أتحسس.. أتواجد.. يا رب تعبت ذهابا إليك وإيابا بعيدا عنك. يا رب إذا كان هذا قضاءك وقدري فأين لطفك؟ وإذا كان هذا عذابي فأين رحمتك؟